عرض المقال
«مفتى» لكل مواطن
2013-09-12 الخميس
ما رأيكم نأخذ استراحة من الإخوان ونتحدث لكم اليوم باللغة المصرية العامية البسيطة عن أصعب مهنة فى مصر المحروسة وهى مهنة المفتى!!، لسبب بسيط جداً جداً وهو أن المهنة دى بيشاركه فيها 90 مليون بنى آدم مصرى.. باختصار مصر فيها 90 مليون مفتى.. وده شىء بنتميز بيه ونتفرد ونتميز عن دول العالم كله.. حاجة حصرى كده زى المسلسلات الحصرى.. جرب واغلط واسأل زميلك عن نيتك.. مجرد نيتك إنك تجيب عربية.. عينك ما تشوف إلا النور.. انطق بس إنك بتفكر أنك تجيب عربية.. تلاقى فوراً تسونامى الفتاوى اتفتح وغرقك.. يقعد زميلك حاطط رجل على رجل.. وينجعص على الكرسى.. ويكلمك وكأنه الخواجة مرسيدس.. ويقول لك بكل ثقة اوعى تجيب العربية دى.. اوعى دى على كبالن.. تبقى غلطت غلطة عمرك.. زميلك التانى فى المكتب التالى يصرخ فى وشك اوعى تجيبها جر خلفى.. هى الكبالن اللى تخلى العربية سريعة وثابتة.. ييجى زميلك التالت يقول لك وهو مشمئنط وبيبص فى الأفق اللازوردى.. موتور العربية ما يهمش.. أهم حاجة ما تبقاش رشه والعفشة سليمة.. يقولهالك وكأنه مولود فى ورشة ميكانيكا.. وفى النهاية تقرر بعد ما تصاب بالعته الهستيرى والجنون المبكر أن البسكليته أرحم.. أما وصف الدوا فخد عندك فتاوى للصبح.. مصر كلها بقدرة قادر اتقلبت دكاترة وصيادلة بالإعدادية وأحياناً بشهادة محو الأمية.. مجرد ما تقول فتحية عندى صداع، تطلع سنية بروشتة مبتكرة نتيجة خبرتها الكبيرة فى بلبعة الدوا على مدى نصف قرن وأيضاً لأن بلكونتها طالة على أجزاخانة.. المهم سنية تنصح فتحية بخلطة الستربتوماسين مع الإسبرين مع الفولتارين مع البنسلين.. ما هو كلهم فيهم إيه يعنى ما غلطتش فى البخارى.. وطبعاً ما تنساش سنية تقول لفتحية على التعليمات فى آخر الروشتة.. ما هى على فكرة بتكتب روشتة مش مجرد نصيحة شفوى.. لأ سنية ناصحة وبتحب الالتزام فى العلاج.. تقول لها خدى بالك يا فتحية.. على الريق يا فتحية.. إوعى تاكلى بعدها بست ساعات يا فتحية.. ويا ريت تحطى ع الخلطة حبة البركة والشمر والبردقوش لأن فيهم فيتامين غين!!.. وجوز فتحية بيرد الجميل لجوز سنية جاره العزيز.. دايماً عنده كيس أعشاب جاهز لعلاج كل الأمراض.. وجع مفاصل خد كيس أعشاب رقم 2.. ضغط خد كيس رقم 2.. سكر خد كيس رقم 3.. هو نفس الكيس لكنه بيغير الأرقام.. والغريبة أن الاتنين مصدقين ومازالو مصرين ومقتنعين بأن الدكاترة رجس من عمل الشيطان!.. أما العناوين فى مصر فحدث ولا حرج.. ما حدش فى مصر تسأله على عنوان ويقول لك ما عرفش.. كله حاطط فى دماغه جى بى إس ورادار وبوصلة.. اكسر أول يمين فى أول شمال وبعدين دوغرى فى طوالى تلاتة كيلو بالضبط حتلاقى البيت فى خلقتك على طول.. يقولك العنوان من غير ما يرمش.. بثبات انفعالى وهدوء وثقة وكأنه عمدة المنطقة.. يبقى عمره ما شاف الشارع ولا سمع عن العنوان ده قبل كده.. لكن لازم يفتى.. معقول يطلع جاهل.. ما يصحش.. إنت تتوه مايهمش.. لكن هو يتحرج ويتكسف ويقول لك لأ ما عرفش.. دى تبقى كارثة ومهانة وإهانة.. إمتى ماكينة الفتاوى حتقف؟.. شىء فى علم الغيب.. وعجبى.